ببليوإسلام.نت … نافذة البحث الأكاديمي
في يوم الأربعاء الموافق 7 يناير 2009، في تمام الساعة العاشرة صباحًا تم إطلاق الموقع الإنجليزي من مشروع “ببليوإسلام.نت” ليضع بذلك لبنة جديدة في صرح هذا المشروع العملاق، الذي يستهدف ست لغات أخرى.
وترجع ملكية مشروع “ببليوإسلام.نت” إلى جمعية البلاغ الثقافية في قطر، وهو أحد المشروعات التي تديرها شركة “ميديا إنترناشيونال” إلى جانب العديد من المشروعات الأخرى، مثل: شبكة “إسلام أون لاين.نت“، وموقع “عشرينات“، والقناة الفضائية “أنا” وغيرها.
ويعد “ببليوإسلام.نت” أول موقع أكاديمي باللغتين العربية والإنجليزية، وهو يقدم خدمات معلوماتية، وبحثية وفكرية وتواصلية متكاملة، لخدمة الدارسين والباحثين، والمثقفين والمفكرين، في المجالات التي تخدم منظومة “القيم والهوية”، بالمجتمع الإسلامي المعاصر.
ببليوإسلام.نت … مكتبة لكل باحث
ويشير د. هانئ عطية – المستشار الأكاديمي لمشروع “ببليوإسلام.نت”، وصاحب الفكرة والقائم على تنفيذها- إلى أن المشروع نشأ داخل شبكة “إسلام أون لاين.نت”، تحت اسم “المكتبة الإلكترونية”، في نوفمبر 2001م، وذلك رغبة من الشبكة في تلبية الاحتياجات الملحة للباحثين الناطقين باللغة
صفحة من موقع رواق
العربية، من العثور على مصادر المعلومات في شكل بيانات ببليوجرافية، ثم ما لبث أن تطورت الخدمة في يوليو 2003م، من خلال الموقع نفسه، وتغير اسمها إلى “رواق”، ليضيف جزءًا آخر من طلبات زوار الموقع، متمثلاً في: المستخلصات، وخدمة البث الانتقائي للمعلومات (انظر “رواق” تعود على “إسلام أون لاين.نت” ).
صفحة من موقع إمام
ومن ناحية أخرى؛ فقد تم تلبية احتياجات الباحثين الناطقين باللغة الإنجليزية بتطوير قاعدة بيانات ببليوجرافية باسم “IMAM، والاسم هو اختصار للأحرف الأولى من كلمات:Islam, Muslims, Arabs, and Middle East، إلا أنها لم تُطرح لجمهور زوار شبكة “إسلام أون لاين.نت“، وذلك رغبة من القائمين على “ببليوإسلام.نت” في تطويره بشكل يصل إلى أكبر عدد من المستفيدين.
الصفحة الرئيسية للموقع
ومن ثم كان التخطيط للمشروع، وتسجيله، وحجز نطاقات: .net و .comو .infoو .orgله على الإنترنت عام 2003م، تحت اسم “ببليوإسلام.نت”، باعتباره موقعًا مستقلاً، وتم إطلاق النسخة العربية منه في مايو 2006م، مزودة بأقسام جديدة من العروض والمراجعات، والنص الكامل، إضافة إلى خدمات الجوائز والمسابقات، ودليل المواقع، والمؤتمرات والمعارض القادمة.
ويعد الموقع الإنجليزي صورة من الموقع العربي في أقسامه وخدماته، أما عن المحتوى؛ فيمثله رصيد الإنتاج الفكري الغربي، الذي يخاطب فئة المتحدثين باللغة الإنجليزية. ويجري حاليا تطوير الإصدارة متعددة اللغات، وهي تشمل – علاوة على العربية والإنجليزية – كلاً من اللغات: الفرنسية، والألمانية، والتركية، والمالاوية، والفارسية، والأردية.
ببليوإسلام.نت … مجتمع معرفي متكامل
د. هانئ عطية صاحب الفكرة ومطورها
وحول رسالة “ببليوإسلام.نت“؛ يوضح د. هانئ عطية أن المشروع في أصله يهدف إلى حفظ ذاكرة الأمة الإسلامية على امتداد رقعتها، واختلاف لغاتها، من خلال الاستفادة بأحدث تقنيات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتخطي الحواجز الزمنية والجغرافية واللغوية. ومن هنا جاء اسم المشروع “ببليوإسلام.نت”؛ ليعني بمقطعه الأول “ببليو” المعنى الواسع للفظ، وهو الكتاب والمكتبة، وحب القراءة والمعرفة، وبمقطعه الثاني “إسلام” المعنى الواسع للفظ، وهو الإنتاج الفكري للأمة الإسلامية. ولتحقيق هذه الرسالة؛ فقد نهج المشروع إلى تحديد أطره الموضوعية والزمنية، فاقتصر على الإنتاج الفكري الأكاديمي فقط المنشور منه، والمخطوط في القرن العشرين وما يليه.
دكتور هانئ عطية في لقاء مفتوح بالمغرب
أما عن رؤية المشروع؛ فهو يسعى إلى التكامل مع المشاريع الأخرى الموجودة على الساحة الأكاديمية، والاستفادة منها وليس تكرارها، وذلك سعيًا إلى تكوين مجتمع أكاديمي يتواصل عبر فضاء الإنترنت، ليصبح مستقبلا بمثابة كيان بحثي مؤسسي ذي مصداقية، من خلال تقديم خدمات تفاعلية. ويعمل المشروع في سبيل ذلك على تدريب الكوادر المعنية بالعمل الأكاديمي في مجال الإنترنت، ونشر ثقافة الإنترنت في المجتمع الأكاديمي، عبر الانتقال من البيئة الورقية إلى البيئة الرقمية، بالإضافة إلى بث قيم المجتمع الأكاديمي في المحيط العربي والإسلامي، والتزام أخلاقيات وضوابط العمل البحثي في البيئة الافتراضية، وتطوير صناعة نشر المحتوى الإلكتروني العربي عبر الوسائط المختلفة.
ببليوإسلام.نت … رصيدك من ذاكرة الأمة
د. عماد حسين
وفي حديثه عن تكوين هذا المجتمع الافتراضي؛ يشير د. عماد حسبن – مدير العلاقات الخارجية في “ببليوإسلام.نت”- إلى أن الموقع – بلغاته وأقسامه وخدماته المختلفة – يمثل أكبر بنية تحتية لحوالي 70 منظمةً دولية، وجامعة ومعهدًا بحثيًا، وناشرًا أكاديميًا، تقدم أعمالهم من خلال موقع واحد، كما أنه يمثل أكبر شبكة متعاونين، تضم 469 مراسل وكاتب ومستشار وباحث، وتمتد في معظم العالم العربي والإسلامي، وذلك من خلال “ببليوإسلام.نت“، وشبكة “إسلام أون لاين.نت“.
ويتيح الموقع الآن البحث في أكثر من 250 ألف مادة بحثية من البيانات الببليوجرافية باللغتين العربية والإنجليزية، منها حوالي 90 ألف رسالة جامعية تغطي 516 جامعة عربية وأجنبية، وحوالي 80 ألف كتاب بحثي يغطي 5653 ناشر عربي، وحوالي 60 ألف مقال منشور في 2089 مجلة ودورية علمية، وحوالي 20 ألف بحث منشور في 1139 مؤتمر وندوة وملتقى ولقاء دولي ومحلي، كما يتيح الموقع تصفح أكثر من 20 ألف مستخلص، وحوالي 5000 نصٍ كاملٍ. ويستفيد من هذا الرصيد الضخم حاليًا أكثر من 35 ألف باحث، مسجلين في الموقع من 164 دولة.
ببليوإسلام.نت وحقوق الملكية الفكرية
ويضيف د. عماد حسين أن “ببليوإسلام.نت” تعنى عناية بالغة بحماية الملكية الفكرية، فعلى الرغم من أن كل المؤسسات التي نتعامل معها حتى الآن تقدم مادتها لنشرها مجانًا على الموقع، إلا أن القائمين على المشروع حريصون كل الحرص على حفظ حقوق الملكية الفكرية، ويتمثل ذلك من خلال اتفاقيات رسمية مع المراكز البحثية والمعاهد، والباحثين أنفسهم. والبناء التقني للموقع يسمح بتلبية رغبات المتعاونين مع المشروع من حيث إتاحة النص للمستخدم قراءةً فقط، أو طباعته أو تحميله على حاسوبه الشخصي، ولقد قدمت بعض دور النشر بالفعل – مثل “دار الأكاديميون” بالأردن – مطبوعاتها للنشر على “ببليوإسلام.نت”، بخلاف عدة مؤسسات وافقت على نشر إنتاجها العلمي بضوابط مختلفة، ونحن نعمل على تلبية شروطهم من خلال إمكانات القاعدة التقنية التي تم بناؤها خصيصًا لموقعنا، ولكن المشكلة أن الموضوع مكلف جدًا، لا سيما وأننا حتى الآن نوفر الخدمة للباحثين مجانًا.
أما على مستوى الأفراد؛ فإن المشروع يقوم حاليًا بصياغة اتفاقيات قانونية تحفظ حقوقهم المادية والمعنوية، وذلك في حالة رغبة أي من الباحثين في نشر رسالته الجامعية، كما يعمل المشروع أيضًا على التواصل بين الأجيال، بإعادة نشر الأعمال التي نفدت من الطبع، وخاصة الأعمال الكاملة لكبار المفكرين، وذلك بالاتفاق مع ورثتهم.
ببليوإسلام.نت … الآفاق المستقبلية
أ. السيد الشامي
ويصف الأستاذ السيد الشامي – رئيس تحرير الموقع العربي – محتوى المشروع والكتلة التحريرية فيه بالمحتوى العملاق غير منتهي الصلاحية الذي يصل الآن لحوالي 110 ألف صفحة و يظهر من خلال بعض الأقسام المهمة مثل قسم “رؤى ودراسات” التي تقدم دراسات وبحوث علمية في كافة مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية من خلال أبواب ومحاور مهمة مثل مفاهيم ومصطلحات، ودراسات معاصرة، وجدليات فقهية، وقراءات في المنهج، ومقاربات نظرية، ومسائل وقضايا عربية ودولية، وشؤون عربية وإسلامية، وكذلك صفحة العروض والمراجعات التي تقدم القراءات النقدية لأهم الدوريات والرسائل العلمية، والوثائق والتقارير المتخصصة.
وحول الآفاق المستقبلية للموقع في جانبه التحريري؛ يضيف السيد الشامي أنه خلال عام 2009م سيبرز المحتوى التحريري بشكل أكبر من خلال موسوعة “ببليوإسلام.نت“، وهي تعد من أهم المشروعات الإستراتيجية في الموقع، إذ تتضمن التعريف بالشخصيات والأعلام، والمؤسسات والهيئات، والمدن والأقاليم، والحركات والأحزاب، والنظم والدساتير، والأحداث والمناسبات، والمشروعات والمطبوعات، والمفاهيم والمصطلحات، والأعلام والشعارات، والطوابع والعملات، واللغات واللهجات، والأجناس والأعراق. كما سيظهر المحتوى من خلال بعض الصفحات والنوافذ المتخصصة، التي تسعى لمواكبة الأحداث والمستجدات على الساحة الإسلامية، وتلبية احتياجات المجتمع الأكاديمي في هذا الخصوص، مثل صفحات “محمد السيرة والرسالة”، و”فلسطين الشعب والأرض”.
وفي إطار الجهود المرتقبة باللغات الأخرى؛ يضيف د. عماد حسين أن المشروع يسعى لعقد شراكات مع الجهات الأكاديمية بمستويات مختلفة، بما يخدم ظهور البحوث الأكاديمية بلغاتها الأصلية للباحثين، وقد تم بالفعل توقيع اتفاق شراكة مع مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة – بالمغرب، يقضي بالإشراف على خدمات الموقع باللغة الفرنسية، ويسعى المشروع في التواصل مع جهات مختلفة في كل من: تركيا، وماليزيا، وباكستان، و الهند، لنقوم برسالتنا تجاه الباحثين في كل مكان.
اقرأ المزيد عن ببليوإسلام.نت: